العلامة سيد محمد طيب شاه رحمة الله تعالى عليه والطريقة القادرية
إعداد: سيد محمد جلال الدين الأزهري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من ختم به الرسالة وعلى إخوانه من المرسلين وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار وعلى من بعدهم من التابعين وعلى أوليائه حملة العلم والدين أجمعين, صلاة وسلاما دائمين متلازمين ومتواترين من مر الأيام والدهور إلى يوم الجزاء والنشور.
أما بعد, فقد اختار الله تعالى لنا الإسلام دينا, وختم به جميع الأديان والرسالات, وضمن له البقاء أبد الدهر على حالته كيوم أنزل, ولا يخلق ولا يبلى, ولا يتبدل منه حرف, ولا تناله أيدي المزورين وأهل الأهواء. فالإسلام يحتاج اليوم إلى تجديد, وفي حاجته إلى التجديد يتطلب دعامة من الرجال الأشداء الذين صقلتهم التجارب وصقلتهم العلم, نحتاج إلى البحث فيما ورثناه عن أسلافنا كدين مع إبانة معالمه والكشف عن خباياه والاحتراز عن الأشخاص الذين زيفوا الدين ووسعوا لشقة الخلافات.
استخرج الله سبحانه وتعالى البشرية من الظلمات إلى النور بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وجعل ورثته آل بيته الأطهار والعلماء العاملين والأولياء الصالحين يقومون بنفس الدور في إخراج الناس من ظلمات الجهالة والغرق في بحار المادية إلى أنوار الإيمان, لذلك صح عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قوله كما جاء في سنن الإمام الترمذي وأبي داود وابن ماجه والدارمي وغيرهم واللفظ للإمام الترمذي قال صلى الله عليه وآله وسلم:[إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر].( )
وفي سنن الترميذي: قال صلى الله عليه وآله وسلم: “إني تارك فيكم ما إن تمسكنم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”. وفي رواية مسلم: عن زيد بن أرقم أنه قال : قام رسول الإسلام (صلَّى الله عليه وآله) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال :” أما بعد، ألا أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ” فحَثَّ على كتاب الله ورغَّبَ فيه، ثم قال :” وأهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ” ( )
فعلى هذا المنوال وبتوفيق الله المتعال وعونه الذي مازال ولا يزال تيسر لي سبل التعريف بشخصية إسلامية عظيمة ذات مقام عال في مجال التصوف والعلم والعقيدة, شخصية ذات مواهب فذة متنوعة وقدرات فائقة نادرة, وذهن وقاد وذكاء حاد, وفكر ثاقب مبدع بناء, إنها شخصية الشيخ الشريف العلامة “سيد محمد طيب شاه رحمة الله عليه، ذلك العلامة الفذ الذي تندر أن تلد الأيام مثله, لقد كان شعلة متوهجة, ونبراسا متوقدا لا يعرف الفتور أو الخمول الخبوت والانطفاء.
فقد عرف بالجهد المتواصل والمثابرة الدائمة وسعة الاطلاع والتبحر في علوم شتى. وكان من الأعلام الذين لهم فضل غير منكور في بناء النهضة الفكرية التي تلألأت بأرض شبه القارة الهندية طوال قرون عديدة, ولم تقتصر جهوده الإسلامية على التعليم والتربية والتزكية بل توسعت دائرة عطائه لتصدي المنحرفين عقائديا وفكريا من دعاة الإسلام زورا وكذبا, حتى قضى عمره كله في نضال وكفاح وصراع ومقاومة متحديا ومتصديا لتلك التيارات وأولئك الكفرة المارقين.
ولقد كان لشخصية العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه أثر كبير في شبه القارة الهندية عامة وفي بنغلاديش خاصة إلا أن الكثير من الإخوة الناطقين بلغة القرآن الكريم لا يعرفون شيئا عن هذا العالم المسلم الصوفي الكبير الذي أحسبه مفخرة للمسلمين قاطبة, وعبقرية منحها الله تبارك وتعالى لأمة الإسلام ولنصرة دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
إن المسلمين في حاجة ماسة إلى التشبث بمثل هذه الشخصية الفذة وأمثالها, والاهتمام بتراثها ونتاجاتها ولا سيما الأطروحات الفكرية والصوفية المعاصرة والمجددة, في زمن حوصر فيه الفكر الإسلامي وحورب بشتى الوسائل من قبل الأعداء التقليديين وغيرهم من أصحاب البدع والدعوات اللا دينية الملحدة.
فكان من أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع هو رغبي في دراسة جهود العلامة المجدد الشيخ سيد محمد طيب شاه في مجال التصوف والتجديد بغية الاطلاع والوقوف على النواحي المتعددة من حياته وخدماته, وحرصا على الإسهام في نشر العقيدة الصوفية الإسلامية الصحيحة.
فالأمة الإسلامية في الوقت الراهن تشعر بحاجة ملحة إلى زمرة من طراز العلامة المجدد الشيخ سيد محمد طيب شاه, ممن يصيب شواكل السداد ويطبق مفاصل الصواب, ويتوخى مناهج الرشد, ويبصر وجوه الحق, ويجاهد دؤوبا في المنافحة عن الإسلام, ويعمل بإخلاص في إزالة السحب القائمة على قلوب الجامدين الجاهلين والمتعصبين الغاليين حول مختلف الشؤون الإسلامية.
فمن واجبنا كأبناء شبه القارة الهندية أن ننقل نتاجات العلامة المجدد الشيخ سيد محمد طيب شاه إلى اللغات الأخرى من عربية وإنجليزية وفرنسية وغيرها لأجل تقديم آراء وأفكار هذا العالم المصلح المجدد إلى الناس قاطبة والتعريف به وبنتاجاته المنوعة التي تصب كلها في خدمة الفكر الإسلامي وإغنائه.
اسمه ونسبه: هو الزاهد العالـــم من سلالة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن كبار مشايخ الطريقة القادرية بباكستان وبنغلاديش الشيخ الشريف الحافظ القارئ سيد محمد طيب شاه بن العلامة الزاهد شيخ الطريقة القادرية على عموم أفريقيا وآسيا السيد الشريف سيد أحمد شاه السريكوٹي(المتوفي ১৯৬১م) رضى الله تعالى عنهما. عرف عنه النبل والزهد والاعتدال في المأخذ الصوفي لطريقته، لما له من دراسة شرعية على مذهب الامام ابي حنيفة النعمان والتفرغ إلى التدريس حتى نهاية عمره بقريته التي دفن بها، ويعتبر هو الأقــرب إلى الاعتدال منها إلى التشدد.
أجداده: وكان أجداده من كبار علماء آل بيت النبوة وصلحائهم وهو نسب عظيم بين الأنساب طاهر ومطهر متصل بخير البرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وكان لهم جهد كبير مرموق في نشر الإسلام ودعوة الخلق إلى ما فيه الخير والمصلحة لدينهم ودنياهم. وكان أحد أجداده السيد محمد گـيسو دراز” من كبار أولياء الله الصالحين ومن اشهر مبلغي الإسلام على منطقة إيران وأفغانستان والهند, الذي ارتحل من منطقة أوس العراقي واستوطن بمنطقة “كوه سليماني” بافغانسان وتوفي هناك بعام ৪২১هـ. وله فضل كبير لدعوة الخلق إلى الحق جل وعلا بهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها.( )
ثم الشيخ السيد غفور شاه المعروف بـ” كپور شاه” أحد أحفاد الشيخ السيد محمد گـيسو دراز هو الذي فتح السريكوت واستوطن بها, فلذا يلقب بـ” فاتح سريكوٹ” . و” سريكوٹ” منطقة جبلية تقع بمحافطة هريبور من باكستان, وهي مقاطعة بالحدود الشمالية الباكستانية محيطة بالجبال والمناظر الطبيعية الجميلة. ( )
مولده وتعليمه: البشارة بولادته: من سنن الله تعالى أنه يبشر بعض الصالحين بالمولود الصالح الذي سوف يكون له شان كبير بين الناس فيما بعد, كما وردت البشارات في الأولاد في كتاب الله عز وجل, فجاءت البشارة بسيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب عليهما السلام, كما قال تعالى:{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [هود:৭১]، ويقول الله عز وجل: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} [الحجر:৩৫] وفي الآية الأخرى:{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[الصافات:১০১]. وفي الآية الاخرى:{وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات:২৮] وكذلك بشر بسيدنا يحيي عليه السلام, كما قال تعالى:{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى}[مريم:৭,] وكذلك بشرت سيدتنا مريم عليها السلام بسيدنا عيسى عليه السلام حيث قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [৪৫ آل عمران] ومريم عليها السلام لم تكن بنبية بل كانت من الصالحين, فالتبشير بالمولود الجديد وتسميته قبل مولده من سنة الله تعالى وهو يصلح ويجوز لجميع الصالحين, فلا غرابة فيه.
فهكذا جاءت البشارة بولادة شيخنا العلامة سيد محمد طيب شاه قبل مولده حيث أخذ شيخ والده العلامة الشيخ عبد الرحمن چوهروي العلوى الخضرى رضي الله تعالى عنه سبابة والده الشيخ العلامة سيد أحمد شاه السريكوتي ووضعه على ظهره ويمسحه بفقر ظهره ويقول: “يه پاك چيز تم لـے لو” يعنى: هذا شيي طيب فخذه أنت” و ” پاك ” كلمة أوردية معناها “الطيب”. ( )
فهذه بشارة مقدمة من قبل شيخه بأنه سيرزق بولد يكون طيبا عند الله وعند الخلق. فولد شيخنا في عام ১৩৪০هـ- ১৯২০م وسماه والده “الطيب”.
نشأته: نشأ الشيخ العلامة سيد محمد طيب شاه في ظل رعاية ابيه وأمه وكانت أمه صالحة تقية سليلة أئمة أطهار ورجال أبرار وكان والده رجلا صالحاً زاهداً عابداً, فنالته بركته وتربى في كنف أمه التقية فربي على التقوى ونشا عليها فكان منذ صغر سنه زاهداً في الدنيا مقبلا على الآخرة طموحاً إلى معرفة الشريعة وفروعها ومداخلها ومخارجها .فظهرت علية علامات الولاية منذ الصغر بل في أيام رضاعة.
تعليمه: تلقى تعليمه الأول على يد والده الذي كان من أشهر علماء العصر وصلحائهم, وحفظ القرآن الكريم صغيرا وأحسن تجويد القرآن, وتعلم مبادئ الفقه واللغة العربية وبعض العلوم الدينية، قبل أن ينتقل لمدينة هريبور لتلقى تعليمه الأساسي والعالي، ثم ارتحل إلى “الجامعة الرحمانية” بهريبور وأخذ أنواعا من العلوم الدينية من التفسير والحديث والفقه والبلاغة والنقد, وكذلك اللغة العربية والعلوم الإسلامية العديدة على يد أجلة من العلماء والفقهاء الذين كان لهم الباع الطويل في التلقين والتدريس بجامعة الرحمانية. منهم سيدي العلامة عبد الرحمن چوهروي. وهكذا بدأ يأخذ العلوم على يد ثلة من خيرة العلماء. وتعلم الحديث النبوى الشريف على يد المحدث الكبير وشيخ العصر العلامة سردار أحمد ليلبوري رحمة الله عليه وتخرج عام১৯৪৩م. ( )
هؤلاء هم أهم الشيوخ والعلماء الذين اخذ منهم الشيخ رضي الله عنه كما اخذ عن غيرهم فكان نعم الآخذ.
وظيفته: عني الشيخ السيد محمد طيب شاه بعدما أتم دراسته العلمية والروحية بالإصلاح وإرشاد الخلق إلى الحق مع الاجتهاد في العلم والعمل، وتكلم مع الناس بلسان الوعظ وظهر له صيت، واشتغل بالتعليم والتدريس بالجامعة نفسها وارتقى إلى رتبة “رئيس الجامعة” وأظهر الله الحكمة من قلبه على لسانه, حتى صار أحد أشهر الأولياء الذين وقع الإجماع على ولايتهم عند جميع أفراد الناس في عصره,وجمع الله قلوب عباده على حبه، والهج ألسنتهم بالثناء عليه، وانتهت إليه رئاسة العلم والتربية والإصلاح والإرشاد والدعوة إلى الله بالمنطقة وقصده الناس من الأفاق، ورزقه الله من الوجاهة والقبول ما أزرى بوجاهة الملوك والسلاطين وجمع بين الرئاسة الدينية والرئاسة العلمية, وتتلمذ على يديه عدد كبير من الفقهاء والعلماء والمحدثين وأرباب الأحوال, تصدر للتدريس والفتوى والتربية والوعظ وسلم إليه قلم الفتوى في زمانه, وكان يفتي على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه. ( )
هكذا كانت حياته العلمية ووعظه وإرشاده. كان علما وعالما وعاملا وقدوة وداعياً . واعترف بفضله القاصي والداني وانتشر فضله حتى عمَّ جميع البقاع وقصده الطلبة من كل البلاد والتف حوله الفقراء والمساكين . فكان بغية كل الطالبين في جميع العلوم وكان بغية الناس فيما يحتاجون فكان نوراً يشع على دولة الإسلام فرضي الله عنة ونفعنا ببركته . ولقد بدأت حياة العلامة سيد محمد طيب شاه- كما عرفنا سابقا- تشع بالنور منذ فجر ميلاده وتعلن للدنيا قدوم ولي وامام ستذعن له الاولياء وسيغمر نوره الارجاء, وبدأ موكب النور وهللت البشائر بمقدم غوث الزمان ومنذ الوهلة الاولى اخذت حياة الشيخ مسارها النوراني الاصطفائي، فقد كانت العناية تعده لاداء اسمى رسالة وهي حمل لواء الولاية مشعل الهداية ليقود ركب السالكين وليؤم صفوف الواصلين وكانت البادية بالتفقه في الدين والنهل من محيط المعرفة، فاقبل على شتى العلوم والمعارف وقد يقتات منها ويسبر اغوارها بذكائه الخارق ودأبه المتواصل . وسرعان ما اكتملت له موسوعية المعرفة والتبحر في علوم الشريعة خاصة بصورة اذهلت عقول اقرانه، فطارت شهرته في مختلف الارجاء وشدت اليه الرحال تستقى من فيوضاته العلمية النادرة .
وفاته: واستمر في تربية المريدين وتعليمهم وتزكيتهم إلى أن توفي رحمة الله وانتقل إلى جوار رحمته في اليوم السابع من شهر يونيو, عام ১৯৯৩م الموافق الخامس عشر من شهر ذي الحجة عام১৪১৩ من الهجرة النبوية الشريفة. ( )
الطريقة القادرية: قبل الخوض في بيان دور العلامة السيد محمد طيب شاه رحمة الله عليه في نشر الطريقة القادرية يطيب لنا أن نلقى الضوء السريع على الطريقة القادرية حتى يستطيع القارى الكريم أن يأخذ فكرة مبدئية عن الطريقة القادرية.
فالطريقة القادرية تعد واحدة من أهم الطرق الصوفية وأوسعها انتشارا على مستوى العالم كله، حتى أن ابن تيمية قال فى القرن السابع للهجرة: “إنه كلما قابل واحدا من عامة المسلمين وجده عضوا فى الطريقة القادرية.” وهي أحد الطرق الصوفية السنية التي تنتسب إلى عبد القادر الجيلاني( ৪৭০ هـ – ৫৬১ هـ). والشيخ عبد القادر الجيلاني من علماء أهل السنة ، وكان رحمه الله متبعا لا مبتدعا ، وكان على طريقة السلف الصالح يحث في مؤلفاته على اتباع السلف ، ويأمر أتباعه بذلك . وكان يأمر بترك الابتداع في الدين. وقد كان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة أفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي.
مؤسس الطريقة: هو سيدي الباز الأشهب والغوث الاعظم والشيخ الكامل والجهبذ الواصل خزينة المعارف ومرجع كل قطب وعارف ذو المقامات العالية والقدم الراسخة والتمكن التام علم الشرق عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي الحسني، المعروف بالشيخ عبد القادر الجيلاني أو الجيلي. ولد بجيلان وهي منطقة في بلاد فارس سنة ৪৭০ هـ وقدم بغداد شاباً سنـة ৪৮৮ هـ ، وتفقه على عدد من مشايخها. ودرس مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ثم سلك طريق التصوف على يد حمّاد الدّباس. بعد ذلك، قضى الجيلاني ২৫ عاماً يسيح في صحاري العراق، كان يأوي خلالها إلى الخرائب معتزلاً الناس، ملازماً لأنواع الرياضات والمجاهدات الصوفية، وقد قال هو عن تلك الرحلة: “قاسيت في بدايتي الأهوال، وكنت أقتات بقمامة البقل من شاطئ النهر، وكانت على رأسي خريقة، وعلى ظهري جبة صوف، وربما حملني الناس إلى البيمارستان (المستشفى)، وقد تكرر ذلك وكانت تطرقني الأحوال ليلاً وأنا في الصحراء، فاملأ البر صراخاً”. ( )
جلس للوعظ سنة ৫২০ هـ، وحصل له القبول عند الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه، وانتفعوا بكلامه ووعظه. اشتهر عن الشيخ عبد القادر ما يدل على فقهه وثبات قدمه في العلم. وظهرت على يديه الكثير من الكرامات، وتاب وأسلم على يديه العديد من الناس. توفي سنة ৫৬১ هـ. وعمره ৯০ عاماً ودفن بالمدرسة التي أسسها في بغداد.
أماكن الانتشار: ينتشر أتباع الطريقة القادرية في كثير من البلاد أشهرها سوريا وتركيا والعراق والمغرب والجزائر وفلسطين ولبنان وموزمبيق والكاميرون ونيجيريا والصين والاتحاد السوفيتي وغانا وإيران والجزائر والسودان والنيجر ومالي وغينيا وتشاد وأفغانستان وباكستان والهند وبنغلاديش والصومال وأندونيسيا ويوغسلافيا ومصر وتونس وماليزيا وارتيريا. وتفرعت منها طرق كثيرة: صغيرة وكبيرة.
مؤلفاته: وكان للشيخ عبد القادر رضي الله عنه باعاً طويلاً بالتأليف والتصنيف وخاصة بالتصوف والسلوك وصنف الشيخ رضي الله عنة مصنفات كثيرة في الأصول والفروع وفي أهل الأحوال والحقائق منها ما هو مطبوع ومنها مخطوط ومنها مصور ونذكر منه:
১ـ الغنية لطالبى طريق الحق عز وجل. ২ـ الفتح الرباني. ৩ـ فتوح الغيب. ৪ـ الفيوضات الربانية. ৫ـ جلاء الخاطر في الباطن والظاهروغيرها.
من كراماته: وللشيخ عبد القادر الجيلاني عدد لا يحصى من الكرامات، منها: أنه صلّى الصبح أربعين سنة بوضوء العشاء، وأنه كان يسير في الهواء، وعلى رؤوس الناس، ويخاطب الجن ويهديهم، وأنه صام رمضان وهو في المهد فلم يرتضع من الفجر إلى الغروب طوال الشهر، وأن الناس صاموا لصومه وأفطروا في عيد الفطر لفطره.
وروى أن عمة الشيخ عبد القادر كانت من كبار الأولياء، وأن بلاده جيلان أجدبت مرّة، واستسقى أهلها فلم يسقوا “فأتى المشايخ إلى دار الشيخة أم محمد عمة الشيخ عبد القادر رضي الله عنه، وسألوها الاستسقاء فقامت إلى رحبة بيتها وكنست الأرض وقالت: “يا ربَّ أنا كنست فرشّ أنت” فلم يلبثوا أن أمطرت السماء كأفواه القرب، ورجعوا إلى بيوتهم يخوضون في الماء”.
وروى بأن أمه حملت به وهي بنت ستين سنة، ونقل عنه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أيام شهر شوال سنة ৫২১هـ، وتفل في فمه سبعاً ليصبح فصيحاً، وينهض بالدعوة إلى الله، وعند ذاك حضر مجلسه خلق كثير، ثم رأى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قائماً بإزائه في المجلس، وشدّ من أزره، وتفل في فمه ستاً، ولم يكملها سبعاً تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طريقة ومنهج الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في التربية والسلوك: استطاع رضي الله عنه أن يجمع بين الفقه والعلم والتصوف والسلوك والتربية وعندما رأى ضلال بعض الفرق الصوفية وخروجها عن الكتاب والسنة راح يحاربها ويبين زيفها وزيغها وبدعها وسعى جاهدا ليخضع الطريقة للشريعة لكي لا تضل ولا تزيغ بل قدم الشريعة على الطريقة لأنها الأصل الذي تبنى عليه الطريقة وكان يكثر من قوله : “اتبعوا ولا تبتدعوا ” وكان يقول: “تفقه ثم اعتزل وكل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة” . وذاع صيته في بغداد وخضع له كل العلماء والأولياء في زمنه لما رأوا فضله عليهم وبذلك أعاد ربط السلوك والتصوف بالفقه والشرع كما كان الزهد والتعبد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( )
هكذا كانت طريقة ومسيرة سيدي الباز الأشهب والغوث الاعظم الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وعلى هذا سار في منهج التربية مع تلاميذه وكان معروفاً بين المشايخ بشدته وحزمه في التربية ولا يتهاون في الشريعة وحدودها وكان يعتمد في تربية المريدين أولاً على الحلم بهم ومن ثم العلم والفقه والحديث ثم على الزهد والتقشف والرياضات والخلوات والمجاهدات وعلى الأذكار والأدعية فقام رضي الله عنه بوضع الأوراد وقسمها على الأيام والليالي والأوقات فكانت خبرته في التربية ليس له مثيل في عصره حتى انتهت إليه رئاسة العلم والتربية في زمنه فلذلك اشتهر بين العوام والخواص وشهدت له كل الملل والنحل حتى أن اليهود والنصارى كانوا يحضرون مجالسه ولم يطعن أحد بسيرته ومنهجه بل شهد بفضله كبار علماء الأمة وصالحيها ممن عاصروه وممن جاءوا من بعده فمن العلماء كالعز بن عبد السلام والإمام النووي وابن كثير والذهبي وابن تيمية وابن القيم والسيوطي وابن حجر رحمهم الله ومن الصالحين كالإمام الرفاعي والشيخ عقيل المنبجي والسهروردي ومحي الدين العربي وعدي ابن مسافر والشيخ رسلان الدمشقي وحياة ابن قيس الحراني وأبو مدين وأبو الحسن الشاذلي والشعراني رحمهم الله أجمعين .
وقال عنه الإمام الشعراني: طريقته التوحيد وصفاً وحكماً وحالاً وتحقيقه الشرع ظاهراً وباطناً . ( )
وقال عنه الشيخ عدي بن مسافر رحمه الله تعالى : طريقته الذبول تحت مجاري الأقدار بموافقة القلب والروح واتحاد الباطن والظاهر وانسلاخه من صفات النفس ( )
وقال عنه الشيخ بقا بن بطو رحمه الله تعالى :كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيلاني في طريقته إلى ربه كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوماً وكانت طريقته التوحيد وصفاً وحكماً وحالاً . ( )
ويقول عنه الشيخ علي بن الهيتي رحمه الله تعالى : كان قدمه التفويض والموافقة مع التبرىء من الحول والقوة وكانت طريقته تجريد التوحيد وتوحيد التفريد مع الحضور في موقف العبودية لا بشيء ولا لشيء. ( )
وهكذا كان منهج الشيخ الجليل الذي عاش قدوة للناس ومنارة لمن جاء من بعده وهاهي طريقته القادرية العلية ثمان قرون ونيف والناس تقتدي به وتثني عليه و تتبع منهجه القويم فإذا أردت أن تكون من أتباع الطريقة القادرية بحق فلن يستقيم لك ذلك إلا بإتباع منهجه وطريقته على أصلها الصحيح الذي اقتبسه رضي الله عنه من بحر الشريعة ومن نور النبوة المحمدي وتحذي حذوه دون مخالفة ودون شطط عن منهجه وطريقته واجعل الكتاب عن يمينك والسنة عن شمالك واجعلهما جناحيك تطير بهما إلى الله جل وعلا . وتقرب بهما إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . فرضي الله عن سيدي الشيخ عبد القادر ونفعنا ببركته آمين .آمين .
دور العلامة سيد محمد طيب شاه في نشر الطريقة القادرية: ولقد سار على درب سيدي القادر الجيلاني في كل عصر نخبة من اهل العناية الوارثون لمدده, متحققون بمناقبه, فقد أغترفوا من بحره قطرات تدفقت في وجداننا لتثبت أزهار الحكمة وتحيي فينا روعة التأسي بعظماء هذه الامة الذين حملوا لواء الولاية واناروا لنا السبيل . ومن اولئك الأولياء العارفين الذين شرف بهم في هذا العصر غوث الزمان, تاج المحققين، وكعبة الواصلين وامام الاولياء وقدوة العارفين الاصفياء العلامة سيد محمد طيب شاه. وامدنا منه بالمدد الاعلى في الدارين.
امام تناهت اليه رئاسة التصوف في عصره وشرب العارفين من رحيق سره, فاذعن له الأولياء وقدموه ليحمل لواء الحقيقة ويقود ركب السائرين الى جناب رب العالمين والشيخ العلامة طيب شاه متفرع في النسب من الدوحة النبوية الشريفة، اذا انه حسني الاب حسيني الام .
لا يختلف رجلان أنَّ شخصية العلامة سيد محمد طيب شاه رضي الله عنه كانت شخصية عظيمة بل وفريدة من نوعها جمع كافة العلوم وأتقن كافة الفنون وكان بحراً لا سواحل له حتى دان له العلماء وخضع له الأولياء واجمع على علمه وولاياته العلماء،وثنا عليه الكثير من علماء الأمة الصالحون والعارفون والَّفت فيه من الكتب والرسائل والتصانيف وقيل فيه العديد من القصائد والأشعار.
منهجه في تربية المريدين: كان منهج العلامة سيد محمد طيب شاه في الطريقة هو ذلك المنهج التربوي والسلوكي الذي يكتسب به الأخلاق الفاضلة ويتخلص به من الأخلاق الذميمة ويتوصل به إلى رضا الله تعالى وفق الآداب والقواعد والأسس المأخوذة والمنقولة والواردة عن منهج الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ومن جاء بعده من مشايخ الطريقة القادرية العلية الذين ساروا على منهجه رضي الله عنه .
ولقد كان هدي الكتاب والسنة ونور الشريعة واضحا امام العلامة سيد محمد طيب شاه لا يغيب عن ناظره طرفة عين فكان في تمسكه بالشريعة مثلا اعلى يدحض افتراءات اعداء التصوف الحانقين على اهله بدعاويهم المتهافتة . وكان الشيخ طريقته الذبول تحت مجاري الاقدار بموافقة القلب والروح واتحاد الباطن والظاهر وانسلاخه من صفات النفس مع الغيبة عن رؤية النفع والضرر والقرب والبعد .
ثم أن الطرق كلها واحدة والاختلاف في الآداب والمنهج التربوي واسلوب التربية وكل هذه الآداب خاضعة للكتاب والسنة وكل من خالفهما فليس من الطريقة في شيء وأمره كله رد عليه وفي هذا يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: “طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة فمن خالفهما فلبس منا” وقال في الفتح الرباني: “كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة, طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة ادخل عليه ويدك في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد تميز الشيخ عبد القادر بالشدة في اسلوب التربية فطريقته قائمة على المجاهدات والرياضات والخلوات والعكوف على العلم ولزوم حدود الشريعة .
الطريقة هي الأسلوب التربوي الذي يتبعه الشيخ في تربية المريدين وهم طلاب الحق في المصطلح الصوفي ، وتختلف الطرق التي اتبعها المشايخ الكرام في تربية مريديهم باختلاف مشاربهم أي أذواقهم الروحية واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها واختلاف الأهداف التي ينشدونها .فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين والبعض طريقة اللين ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين.
لقد سلك العلامة سيد محمد طيب شاه رحمه الله في تربية المريدين طريقة معتدلة تقف بين الشدة واللين ، وهو يبتغي من وراء طريقته تحقق المريدين بمعرفة الحق وتهذيب أخلاقهم وتنوير قلوبهم بالتوحيد الخالص وهو تفريد الحق عن الخالق ، والاعتقاد بقوة الله تعالى وضعف المخلوقين والإخلاص في جميع الأعمال والتوجه فيها إلى الله تعالى والتجرد من جميع المطامع والشهوات ، وأحياء القلوب الميتة بذكر الله تعالى وإصلاح الأحوال السقيمة بالآداب الشرعية وإصلاح الأعمال في التمسك بالكتاب والسنة وملازمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ( )
ومن هنا تتحدد معالم الجانب السلوكي عند العلامة طيب شاه الذي حرص بكل وجدانه على اقتحام عقبات الطريق والمضي غاية وهب لها حياته . انها الوصول الى الله فكان الجانب السلوكي عند العارف العلامة طيب في بدايته حافلا بالمجاهدات واي مجاهدات .
لقد سلك سيدي العلامة طيب شاه طريقا شاقا مليئا بالعقبات وتحمل فيه مالا يحتمل لانه اقرب الطرق الى الله وواصل طريقه الى الله بقلب ملأء الحب والشوق والخشية والاجلال ومع كل خطوة تزداد الاشراقات سطوعا واتساعا ويزداد القلب عكوفا بباب المولى في محراب العبودية الخالصة وتمتزج نبضات القلب بتسبيحات صاعدة الى السماء والروح سابحة في خضم من الانوار تحث الخطى سيرا الى مولاها . انها حياة الساجدين لربهم على بساط القرب يعبدونه عبادة الاحرار لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار . ( )
ولقد كانت عبادات العلامة طيب شاه لها نهجها السامي وطبعها المتفرد الذي لا ترقى اليه الهمم ولا تتطاول اليه العزائم وهذا هو دليل العارفين وتلك هي حياة التوابين القانتين وهذا هو فتح الابرار المتقين ولقد كان يهب نفسه وروحه لله في كل نفس ويتضرع ولقد أسس الامام طريقته القادرية العلية على منهاج الكتاب والسنة تربى فيها ائمة واقطاب قادوا الخلق الى الله تعالى وسرت أنوارهم تضيء ساحات القلوب وتهدي قوافل السافرين.
أهداف طريقته: وكان العلامة سيد محمد طيب شاه رحمه الله قد وجه همته العليا لإنقاذ الناس وحماية المجتمع من الفساد عن الطريق الوعظ والإرشاد والتعليم ، سالكا طريقة سليمة تعمل على إيجاد الوازع الديني في النفوس وترمي إلى تحقيق الأهداف التالية :
أولا: إيقاد جذوة الإيمان التي انطفأت في النفوس الأغلبية الساحقة من الناس، نتيجة لإعراضهم عن الله تعالى وانشغالهم بحطام الدنيا ، وقد تولى الشيخ رحمه الله تحقيق هذه الهدف في مجالس وعظه التي كان يحضرها الآلاف من الناس، وكان حماسه في الدعوة ، وأسلوبه الجميل وإخلاصه وشفقته بالناس ، قد جعلت كلامه نافذا إلى القلوب ، مسيطرا على المشاعر ، فما كان مجلس من مجالسه يخلو من يتوب على يديه من الفجار والآثمين.
ثانيا : نشر العقيدة الدينية الصحيحة السليمة: إذ إن كثيرا من العقائد الباطلة كانت قد تفشت بين الناس في ذلك الحين ، وظهرت بعض الفرق الضالة المهدمة للعقائد ففسدت عقائد بعض الناس وساءت أخلاقهم ، فهب الشيخ رحمه الله يدعوا الناس إلى التمسك بالعقيدة السليمة ، وطلب مرضات الحق دون الخلق ، والتوكل على الله تعالى في جميع الأقوال والأفعال ، وإسقاط من سواه من ذوي السلطان من القلوب فكانت مواعظه مشحونة بهذه الدعوة .
ثالثا :التمسك بالتصوف الإسلامي الصحيح المستمد من الكتاب والسنة إذ انحرف بعض المتصوفة عن الطريق الذي سلكه صوفية السلف ، حيث شاعت الشطحات وإسقاط التكاليف الشرعية في حال الوصول ، واستغلال التصوف للبطالة والكسب ولذا كان الشيخ رحمه الله ، يشتد في الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة ، وينهى عن التفلسف في العقيدة والجدل بها.
رابعا :التخلص من حب الدنيا: إذا أن التكالب على الدنيا كان قد انتشر بين الناس ، حتى صار الكثيرون منهم يبيعون آخرتهم بدنياهم. ولذا لم يكن الشيخ رحمه الله من دعاة الرهبانية إذ لا رهبانية في الإسلام ، وإنما كان يدعوا إلى اتخاذ الدنيا طريقا للآخرة .وعدم التكاثر منها، لان هذا التكاثر يؤدي إلى إشغال القلب بها وصرف الهمة إليها ، ونسيان الآخرة والغفلة عن الله تعالى ، وهي المؤدية إلى سؤ الحساب . ( )
وقد إهتم العلامة الشيخ طيب شاه بإرساء قواعد طريقته على الأصول الواضحة فى الكتاب والسنة ،مما جنب آراءه خطر الوقوع فى مزالق التأويلات والخوض فى الفرعيات.
دخول الاسلام في بنغلاديش: الإسلام هو دين غالبية السكان في بنغلاديش حيث يبلغ عددهم تقريبا ১৪৫ مليون وثلاثمئة ألف، وهو ثاني أكبر عدد سكان مسلم في العالم مما يشكل ৮৯.৬٪ من مجموع السكان في عام ২০০৯. وصل الإسلام إلى منطقة البنغال منذ القرن الثالث العشر الميلادي وذلك عن طريق الوافدين من التجار العرب ورجال التصوف ورجال الدين الفرس والفتوحات في المنطقة. وكان أحد أبرز رجل دين مسلم الصوفي هو شاه جلال رحمة الله عليه الذي وصل إلى منطقة سيلهت في ১৩০৩ مع جماعته التي تبلغ ৩৬০ لنشر الدعوة الإسلامية للناس. واعتنق معظم السكان الدين الإسلامي بفضل الأنشطة التبشيرية من أتباع الطريقة الصوفية, واستطاع الإسلام أن يجذب العديد من البوذيين والهندوس, وأتباع الطريقة الصوفية هم المسئولين عن معظم التحولات.
كان سادة الصوفية العامل الوحيد الأكثر أهمية في تحويل جنوب آسيا إلى الإسلام ولاسيما في بنغلاديش. معظم المسلمين البنجلاديشيين متأثرين بالصوفية. ومع ذلك هناك العديد من الحركات الذين كانوا ضد الصوفية ولا تزال نشطة في بنغلاديش اليوم وتشمل هذه الحركات الديوبندية والوهابية.
أبرز الطرق الصوفية التي كانت منتشرة في بنغلاديش في نهاية الثمانينات هي القادرية، النقشبندية، الشيشتية، المجددين، السهراوردية، والرفاعية وغالبية المسلمين في بنغلاديش من أهل السنة والجماعة الذين يتبعون المذهب الحنفي. تعتبر الطرق البريلوية الأكبر من ناحية الأتباع. ( )
تاريخ التصوف في بنغلاديش: لا يُعرف على وجه التحديد متى دخلت تعاليم التصوف إلى ما يعرف ببنغلاديش اليوم، ومع وجود اختلافات في تقدير ذلك فإن من المتفق عليه أن تاريخها يمتد لعدة قرون ماضية بفضل الدعاة المتقدمين الذين جاءوا إلى بنغلاديش. والتصوف في بنغلاديش تأثر بمراحل تغييره على امتداد العالم الإسلامي من عهد جيل التصوف السني الأول إلى عهد تيارات التصوف الفلسفي، وما عرف عنها من انحرافات، ثم التصوف الشعبي فيما بعد سقوط بغداد. نزعة التصوف لازمت الكثير من الدعاة العرب والهنود وغيرهم ممن جاء إلى هذه البلاد، ثم كان دور جيل العلماء شبه القارة الهندية الذين تركوا لأحفادهم مؤلفات إسلامية صوفية كثيرة. مع مجيء الشيخ العلامة سيد أحمد سركوتي كان مجيء العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه الذي زار شيتاغونغ، وعمل على الدعوة إلى الإسلام متلازما مع نشر طريقته القادرية.
فتعد الطريقة القادرية أكبر الطرق الصوفية في بنغلاديش من حيث عدد المنتسبين إليها، وينتسب مبلغ لا يقل من عشرة ملائين من أهلها إلى الفرع المعروف بـ”بالقادرية السريكوتية” التي أخذت اسمها من العلامة الشيخ سيد أحمد السريكوتي. وقد شكّلت نوعاَ من جماعات التكامل والتضامن الاجتماعي، وهي من أكثر الجماعات الصوفية الإسلامية تأثيراَ على الحياة الاجتماعية البنغالية.
سفر العلامة سيد محمد طيب شاه رحمة الله عليه إلى بنغلاديش: كان سفره لأول مرة إلى بنغلاديش في عام ১৯৪২م وفي هذه السنة ارتحل والده العلامة سيد أحمد شاه السريكوتي أسضا إلى بنغلاديش لنشر الدعوة الإسلامية ولإصلاح المجتمع المسلم من يانغون( بورما) بعد أن أتم رحلته التبشيرية الدينية هناك. وبعد الوصول إلى بنغلاديش تقلد العلامة الشيخ سيد أحمد شاه السريكوتي منصب رئاسة ” أنجمن شورى رحمانية” التى تم تشكيلها عام ১৯৩৭م وقرر على تأسيس جامعات إسلامية لنشر العلوم الإسلامية على منهج أهل السنة والجماعة ولتعليم التصوف الإسلامي الصحيح المتمسك بالكتاب والسنة.
تأسيس “الجامعة الأحمدية السنية العالية” : وان مما ينبغي أن يسجل للعلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه من فضل هو إنه كان ممن حملوا راية الإسلام ودعوا إليه بصدق وإخلاص ودافعوا عنه بكل وسيلة فأينما حلوا كانوا يأسسون المراكز التعليمية ويشيدون الزوايا لنشر الدين والعلم ورعاية الفضيلة والسجايا الكريمة ومن الحق والإنصاف أن يذكر بفضلهم بالدفاع عن الإسلام ونشر علومه وأدابه وأخلاقه و إظهاره للناس في صفائه على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الأطهاروصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم في الزهد والعدل ونشر الفضائل.
ففي عام ১৯৫৪م تم تأسيس ” الجامعة الأحمدية السنية العالية” على يد والده الشيخ العلامة سيد أحمد شاه سريكوتي، وكان هدف تأسيس هذه الجامعة هو: ترسيخ عقيدة أهل السنة والجماعة ونشر الطريقة القادرية, وكان أبرز ما دعت إليه الجامعة في الإصلاح تنقية التصوف مما علق به من الخرافات والعودة بها إلى مكانتها السابقة، وشن حملة على الصوفيين المتطرفين الذين شوهوا معناه والعمل على ربط الصوفية بالكتاب والسنة وجعلهما مقياساً للطريقة، كذلك سعت هذه الجامعة إلى التنسيق بين المدارس الصوفية وتوحيد العمل بين مشايخها بهدف إعداد جيل من العلماء وبثهم في المدن الإسلامية للقيام بواجبهم في توحيد الكلمة. وقد نجحت هذه الجامعة في الإصلاح وتمكنت من إحداث التحول في المجتمع نحو الأفضل. وقد أدى ذلك إلى تجهيز الدعاة من هؤلاء العلماء وطلابهم. ولا يزالون يؤدون واجبهم الديني تجاه المجتمع.
وقد تم تأسيس جامعات ومدارس دينية عديدة على غرار الجامعة الأحمدية السنية لنفس الهدف, ومن أهم هذه الجامعات:
الجامعة القادرية الطيبية, داكا, بنغلاديش.
المدرسة الطيبية الإسلامية السنية, حوالي شهر, شيتاغونغ, بنغلاديش.
المدرسة الطيبية الودودية السنية, سندرغونا, شيتاغونغ.
وغيرها من المدارس الدينية التى تبلغ عددها إلى خمسين أو أكثر.
وأن جميع هذه الجامعات والمدارس تحمل اسم إما” السنية” – نسبة إلى أهل السنة والجماعة-. وإما “القادرية” – نسبة إلى سيدى عبد القادر الجيلاني- أو “الطيببة” -نسبة إلى نفس الشيخ. وكل هذه الأسماء تشيرنا إلى أن هذه المؤسسات ليست إلا لخدمة الطريقة القادرية وعقيدة أهل السنة والجماعة. ( )
تأسيس المساجد و” الخانقاه” أو الزاوية أو الساحة إو الرباط الديني لنشر الدين والطريقة القادرية: وقد لعب الشيخ دورا هاما في انتشار الطريقة القادرية في كثير من مناطق بنغلاديش وباكستان وذلك من خلال التخلق بالفضائل والربط العقل والدين . وجدير بالذكر أن منطقة شيتاغونغ كانت من المناطق التي دخلها الإسلام عبر الصوفية التي واجهت الوثنية والديانات المحلية. فلاقى الإسلام تجاوبا واسعا من قبل الشعب الذي وجد في الشعائر الصوفية ما يشبع ظمأه ويسد حاجته للشعور باستقرار روحي.
وكانت الطريقة القادرية قام بالدور الريادي الملموس في نشر الطريقة وتصحيح العقيدة في المنطقة بعد أن مارس السكان بعض العادات الغير الإسلامية التي اختلطت بالمثل والقيم الإسلامية, وصار من الضروري ظهور رجال الإصلاح والتجديد ليؤسسؤا مجتمعات إسلامية تتخذ من الشريعة الغراء منهاجا وسبيلا للحكم.
فقام العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه ووالده العلامة سيد أحمد السريكوتي بتأسيس كثيرا من المساجد و” الخانقاه” أو الزاوية أو الساحة إوالرباط الصوفي الديني لنشر الدين والطريقة القادرية, وكانت هذه المؤسسات كمدرسة خيرية دينية تقوم بالتعليم الديني للطلبة المبتدئين والمقيمين فيها وتدربهم وتربيهم تربية صوفية كمريدين وتؤهلهم لذلك ثم أضافت التعليم العلمي بمواده المختلفة إليها وقراءة الأذكار وتعلم علوم الحديث وقراءة والفقه كما أنها المسافرين والعاجزين والفقراء. فارتبط معظم غالبية المسلمين في شيتاغونغ بالطريقة القادرية, ساهموا في نشر التعليم الصوفي والمعالم العقدي. فانطلقت الدعوة من الزوايا والمساجد والخلايا التى أنشأها في نشر الدين. ( )
تأسيس ” منظم غوثية” أو ما يسمى بـ “غوثية كميتي” لدعوة الخلق إلى الخالق: مقام الدعوة في الإسلام عظيم، بل هي أساس من أسس انتشارهِ، وركن من أركان قيامه. (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: ১০৮] فلولا الدعوة إلى الله لما قام دين، ولا انتشر إسلام، ولولاها لما اهتدى عبد، ولما عَبدَ الله عابد. ولما دعا الله داع. (يََأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ ، وإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ )[المائدة: ৬৭] فبالدعوة إلى الله تعالى: يُعبَد الله وحده، ويهتدي الناس، فيتعلمون أمور دينهم، وأحكامه من حلال وحرام، ويتعلمون حدود ما أنزل الله. وبالدعوة إلى الله تعالى: تستقيم معاملات الناس، من بيع وشراء، وعقود، ونكاح، وتصلح أحوالهم الاجتماعية والأسرية. وبالدعوة إلى الله تعالى: تتحسن أخلاق الناس، وتقل خلافاتهم، وتزول أحقادهم وضغائنهم، ويقل أذى بعضهم لبعض.
وإذا ما قامت الدعوة على وجهها الصحيح، واستجاب الناس لها، تحقق للدعاة وللمدعوين سعادة الدنيا والآخرة. قال سبحانه:(وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:১০৪]
ونظرا للأهمية البالغة للدعوة والإرشاد وأثرها الكبير في إصلاح البشرية قام العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه بتأسيس منظمة باسم” غوثية كميتي” عام ১৯৮৬م تبركا باسم سيدنا عبد القادر الجيلاني المعروف بالغوث الأعظم, ولنشر الأخلاق والفضيلة بين الناس. بفضل الله تعالى وبإخلاص دعاتها اصبح لهذه المنظمة فروع في كل قرية ومدينة وانتشرت إلى العالم الاسلامي أيضا. ( )
نشر المجلة الشهرية ” ترجمان أهل السنة” تمثل المجلات والدوريات الإسلامية أحد أبرز الوسائل الهامة في نشر المبادئ والثقافة الإسلامية وتأصيلها فكراً وسلوكاً، ومن ثم زيادة نسبة الوعي الديني لدى المسلمين؛ فهى بالإضافة إلى تنوع مقالاتها، واتساع مدى تغطيتها ليشمل – إلى جانب المجالات الدينية – مختلف المجالات الدنيوية التي قد تفيد المسلمين في إدارة أمور حياتهم، وذلك بأيدي المتخصصين من العلماء والفقهاء والباحثين في مختلف العلوم الإسلامية
ونظرا للأهمية الكبرى للمجلات التى أصحبت تعد نمطا متميزا من المطبوعات، لكونها تضم المعلومات التي قد يكون من الصعب العثور عليها في مصادر أخرى, ولسد النقص المتواجد في عالم المجلات والدوريات، وللمساهمة في زيادة الوعي الديني ونشر الفكر الإسلامي الصحيح بين المسلمين على منهج أهل السنة والجماعة وعلى طريقة أهل التصوف السني الصحيح ألقى العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه أهميته البالغة في نشر مجلة دينية -سنية وصوفيا معا-، ففي عام১৯৭৮م ثم نشر مجلة باسم ” ترجمان أهل السنة” وتعد هذه المجلة الشهرية أول مجلة إسلامية سنية وصوفية التى تنشر في بنغلاديش ولا تزال تفي بغرضها العالى في ميدان الثقافة والدين. ( )
الاحتفال بإحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن مما يغمر قلوب المؤمنين في العالم فرحاً ويمتلك مشاعرهم سروراً مشاركتهم في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الخطر في التاريخ وأعظم الأثر في النفوس تلك مناسبة ذكرى بزوغ شمس الحق وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين وبعثه إلى خلقه متمماً لمكارم الأخلاق مشيداً لصرح العدالة ناصباً معالم الهداية, ذلك عبد الله ورسوله وحبيبه وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلا من البشر في كمال خلقه وخلقه وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوره العقل من صفات المخلوقين .
فتخليدا لإحياء ذكرى مولد الجبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أمر العلامة الشيخ سيد محمد طيب شاه أتباعه ومريده في عام ১৯৭৪م إن يقيموا بمسيرة أو موكب بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول إظهارا للفرحة والسرور وإعلانا للبهجة والحبور بقدور الحبيب البشير.
وكانت هذه المسيرة أول من نوعها في بنغلاديش, فالفضل كله يرجع إلى سيدي العلامة سيد محمد طيب شاه, واصبحت هذه المسيرة اليوم من أكبر ثقافة دينية على مستوى بنغلاديش, فما من طريق صوفية في بنغلاديش إلا وقد تحتفل بالمولد وتنظم مسيرة المولد, فما من مسلم سني إلا أنه يشارك في هذه الاحتفالات. وأن المسيرة التى تقام في شيتاغونغ يرأس عليها العلامة سيد محمد طيب شاه, وبعد وفاته يرأس عليها نجله الأكبر الشيخ السيد الشريف العلامة سيد محمد طاهر شاه ويشارك فيها سنويا ما لا يقل عن مليوني مسلم ويزداد عدده سنويا ولا تزال تقام إلى آن الساعة إن شاء الله. ( )
فالشيخ قام بجهود عظيمة في نشر العلوم الإسلامية والتعليم الصوفي منذ السنوات العديدة وفي الحفاظ عن الهوية الإسلامية للأمة فلقد انتشر الطريقة القادرية في بنغلاديش بجهوده وجهود والده وآخرين من أسرته ومريديه. حتى إننا لا نبالغ إذ قلنا: إن انتشار الطريق القادرية في بنغلاديش إنما يرجع الشطر الأكبر من الفضل فيه إلى الشيخ. فكانت الزوايا التي أسسها شيوخ هذه الطريقة بؤرات لنشر الدعوة الإسلامية بين الشعوب الوثنية في قلب بنغلاديش ومرد هذا خصوصا إلى اختلاطهم بالطبقات الشعبية في هذه البلاد بين العامة والفقراء مما أبدى لهؤلاء نماذج حية تتصف بالتقوى والصلاح الى جانب ما تقوم به هذه الطرق من خدمات اجتماعية وألوان من البر والإحسان والمساواة والمؤاخاة. فالاسلام لم ينتشر السيوف بل انتشر بفضل دعوة الصوفية الكرام واستطاع علماء الصوفة بإمكاناتهم المتواضعة أن ينشروا الإسلام في ربوع العالم.
ولقد كان انتشار هذه الطريقة واسعا جدا خلال القرن ২০م, وسرعان ما أصبح الإلتحاق بالطريق القادرية مراد لإعتناق الإسلام. بالإضافة إلى القادرية كان هناك طريقة أخرى وصلت إلى بنغلاديش وهي طريقة النقشبندية والمجددية والجشتية لكن نفوذها كان أقل من نفوذ الطريقة القادرية. وقد عكفت هذه الطريقة الصوفية على الرياضة الروحية المقسمة بين التقسف وللرياضة النفسية.
وكل هذا من أجل أن يضع لطريقته منهاجاً قويماً قائم على الكتاب والسنة من أجل ينير الدرب لمريديه من بعده حتى لا يضلوا وينغمسوا في البدع والضلال وهكذا كان منهج سيدي الشيخ العلامة سيد محمد طيب شاه رضي الله عنه وهكذا استطاع أن يوفق بين الفقه والتصوف وآخى بين الفقهاء والمتصوفة واخضع الحقيقة للشريعة وصفى التصوف من البدع والضلالات التي دخلت عليه فدان له العلماء ووقف ببابه الأولياء حتى لقب بـ” غوث العصر” ومجدد هذا الدين.
هكذا كانت سيرة الشيخ, عاش حياته للناس كالمطر للأرض وكالقمر يضئ لهم طريقهم إلى الله به يهتدون ومعه يسيرون .فرضي الله تعالى عنه وأمدنا بمدده ونفَّعنا بعلمه وأفاض علينا من بركته وسلك بنا مسلكه .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.